عبور الى شواطي الحرمان....!!!!

عبور الى شواطي الحرمان)

مررْتُ على حروف الشِّعر أسألٌها
لماذا الصّمتُ في شفتيكِ ينصهرُ !؟
وكيفَ غَدَىْ رياض الحلم يسكنه
خريف اليأس والأشواق تنتحرُ
وأينَ أضَعْتُ يا ليل الكرىْ قمري
ويا [فجر] الهوى المفقود ما الخبرُ !؟


أتيتَ الأمس َ ميلاداً وأُمنيةً
وغيماً في ربىْ الأحلامِ يندثرُ
وكان الحلم في دنياكَ يُضحِكني
ويُبكيني ... حنيني إليكَ والسَّهرُ

لكمْ كانت تتوقُ إليكِ قافلتي
وأن تدنو ، إليكَ الروح والبصرُ
وأنْ أفني بقايا العمر مُبتهلاً
إلى عينيكِ طهر الحبّ أفتخِرُ

وعشتُ الحبَّ أنفاساً بلابِلُها
تُغنِّي هواكَ والأشواق تستعِرُ

ظننتُ الله والأيام قدْ وهَبَتْ
إليَّ هواكِ ... أو أهدانيَ القدرُ
وجئتُ هواكَ وهماً شبه أحمله
وشوق الغيم والميلاد قدْ حظروا

لمحتُ هُناكَ خلف الوهم أمنيتي
وحول حقيقتي الأشواق تنتحرُ
أُمنِّي النفسَ في لقياكِ إنْ عصَفَتْ
بها الأحزان أو أضنانيَ الضّجرُ
بأنَّ غَدي إلي لقياكِ يحمِلُني
فيغفو النزف والآمال تزدهرُ

عشقتُ هواكِ حتى نسيتُ خاتمتي
وأنَّ بدايةَ الميلاد لا أثَرُ ...

وحين أتيتِ فجراً في ملامحِه
ضياء الحلم زان جبينه القمرُ
وصرتِ أنتِ... للميلاد موعده
وفيكِ الوعد لا يُبقي ولا يذرُ

رقصْتُ على أكفّ الحرفِ منتشياً
أظنّ الفجر لن يحدو به السَّفرُ

هجرتُ الحبّ والأحلام أجمعها
لأنكِ كنتِ لي الأنفاس والنَّظَرُ
وكنتِ الحلم لا أرجو له بدلاً
ولن يشدو سواكِ النور والمطرُ
وها أنذا أضعْتُ اليوم مرحلتي
إلى شطّ الوصال وهدَّني الكدَرُ
وصار الدرب مفقود على قدمي
وثَـمَّ الحلمُ بين الرّيح يندثرُ

فلا لاقيتُ منكِ الحبّ أو أملي
ولا منفىْ الحزين به الهوىْ نَظِرُ

غريبٌ عشتُ حول هواكِ تؤنِسني
دموع البين فوق الخدّ تنهمرُ

وجيش الغدر طهر الحب قد قتلوا
بقلبي النّبض لكن موتي ْ ما قدروا
وباسم الطّهر قدْ أغرَوكِ وآأسفي
وصار النّزف للأحشاءِ يعتمِرُ

فآن َ الآن يا نبضاً نقشْتُ به
من الميعاد حلماً روضه خَضِرُ
بأنْ أُهديكِ ميلاداً وجدتُ به
بأنّي إلى بلاد الموت أنتشرُ

فما أرجوه بعد الموت أنّي أنا
أرىْ أفياءكِ الخضراء تزدهِرُ
وأنْ يحيا فؤادكِ دونما حزنٍ
ولا غَيُّ الدعاةِ الزيف ينتصِرُ

فيا زمن النّوى مهلاً فإنّي بها
فقيدٌ لا صباحٌ لي ْ ، ولا قَمَرُ
ولا نبضٌ أعيش به ولا كبدٌ
ولا قلبٌ لديَّ اليوم أو بَصَرُ

لديها الروح قد رُهِنَتْ وجسمي هُنا
طريحٌ والشّباب به غدىْ هدَرُ

عشقتُ هواكِ حتى صار بين دمي
فخاب الظنّ ماذا عساي َ أبتكِرُ ؟

سأدعو الله أن يُبقيكِ شامخةً
وأن يَبقىْ نقاؤكِ عابقٌ زَخِرُ
ومَن قدْ همَّ مِنكِ الحرف أسوده
سأدعو الله أنْ يحميكِ يا قمرُ

فيا ليتَ الهوى منكِ كفرتُ به
إلى نارِ النعيم كمَنْ به كفروا

رحيلُ القلب محتوم وخاتمتي
إلى الحرمان آه ٍ منكَ يا قدرُ

وإن قد كان بي النسيان يسحقني
وصعب تنطفي النيران والشررُ

ولكن خير أهل العشق من علموا
فؤاد الخلّ مودوعٌ به الحجرُ
وأنّ الحبّ بين يديه ليس سوى
مخافٌ حارَ أيِّ الدرب ينتشرُ ...!؟
؟
؟
سلامٌ أيها الدنيا ومن زرعوا
بقلبي الموت حكم اللهِ مُنْتَظَرُ ...!